قصة مسلسل THE WIRE - مراجعة مسلسل THE WIRE

 

هل لك ان تتخيل لبعض الوقت شخص كان يعمل كحارس لموقف سيارات ثم اصبح مليارديرا. الكثير من الناس من الغرابة التي سيسمعونها لن يصدقوا الامر. فكيف يعقل ان يتحول بواب او حارس لموقف سيارات الى ملياردير البعض ربما سيخطر لباله ان هذا الشخص كان يتاجر في الطحين الابيض.

 فما هي قصة هذا الشخص العجيبة وما الذي فعله ليتحول من الفقر المدقع الى ملياردير من مليارديرات العالم. 

 هذا الشخص اسمه دو وون تشانغ ولد في كوريا الجنوبية كان يحلم بان يكمل دراسته في الجامعة كأي شاب عادي بعد ان انهى دراسته في المرحلة الثانوية بنجاح ولكن يال حظ الطلاب الدائم كانت حالته المادية صعبة جدا ولم يستطع تحقيق حلمه بالالتحاق بالجامعة وكل ما استطاع الحصول عليه هو دبلوم بسيط كان يعمل بجد وكان قليلا ما يرتاح واستطاع تشانغ ان يجمع مبلغ صغير من المال واستثمر المبلغ في انشاء محل صغير بسيط لبيع القهوة والعصير في احد احياء مدينة سيول الكورية الجنوبية ورغم حالته المادية الصعبة الا انه تزوج وكان هو وزوجته يعملان بجد ونشاط منقطع النظير في اي زوجين اخرين كان ما يجمعهما مع بعضهما هو الرغبة في تحقيق احلامهما وكان اكبر حلم لهما هو الهجرة لامريكا وفي سبيل تحقيق هذا الحلم هل تعلمون ما الذي فعلاه بدأوا يدخرون كل سنت يجمعونه كل يجمعونه وبالفعل بالعزيمة والاصرار تمكنا من جمع المبلغ اللازم. واستطاعا ان يهاجرا الى امريكا. وبالضبط في لوس انجلوس بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل في ذلك المحل البسيط كانت البداية صعبة جدا. فبعد ان وصلا لامريكا لم يستطيعا ايجاد اي عمل. وبقيا على هذه الحال لمدة طويلة. كانا فقط يعيشان على ذلك المبلغ الذي جمعاه في كوريا الجنوبية. وما زاد الطين بلة والمشكلة مشكلتين هو انهما لم يكنا يعرفان اللغة الانجليزية. كانت فعلا مشكلة كبيرة. ولم يكن معهما المال الكافي ولو لبدء مشروع بسيط وصغير. ولكن ليخرج من هذه الورطة ولكي يتمكن من الانفاق على نفسه وعلى زوجته قام بفعل شيء قل ما يفعله الناس. قرر ان يعمل في ثلاث وظائف مختلفة. والاكثر من ذلك في نفس الوقت. عمل كعامل في محطة للوقود وعامل في مقهى وبواب في موقف سيارات.

 فهل لك ان تتخيل شخص يعمل في ثلاث وظائف مختلفة كيف يستطيع ايجاد وقت للنوم وقت للاكل وقت للحمام فالرجل كان ينام بالكاد بضع دقائق في اليوم والمعجزة الاكبر انه استطاع ان يبقى على هذه الحال لمدة اربع سنوات اربع سنوات وهو يعمل في ثلاث وظائف وينام بضع دقائق الى بضع سويعات في اليوم فعلا هذه هي الروح البشرية التي لا تنهزم ولا تركع لاي مشكلة او اي مصاعب.

 الانسان اذا وضع امام عينيه هدف وحلم واراد ان يحققه بكل ما اوتي من قوة لن يوقفه اي شيء. سوى الموت لا يوجد انسان على وجه الارض سيمنعك من تحقيق هدفك وحلمك. وهذا اذا كنت شخصا لا تعترف بالاستسلام. لا تقل لي الحياة لم تعطيني اي شيء والظروف ليست ملائمة لي لافعل اي شيء او نشأت في اسرة فقيرة والدي لم يوفر لي اي شيء. كلها اعذار اعذار اعذار فارغة فالرجل ها هو امامك يعمل ثلاث وظائف ولا ينام او بالكاد ينام فما هو عذرك انت.

 المهم لنكمل القصة والاغرب قادم. الشيء الغريب في قصته والتي يحكيها هو بنفسه للاعلام هو ان كان يسأل الاشخاص الذين لديهم سيارات فاخرة في ذلك الموقف الذي كان يحرسها. كان يسألهم سؤال واحد محدد وهو ما هو عملك؟ كان دائما يسأل اولئك الاشخاص الاثرياء يركنون سياراتهم الفاخرة هناك عن طبيعة عملهم ما هي طبيعة عملك وللغرابة الشديدة ان تسعين في المئة من اولئك الاشخاص كلهم كانوا يجيبون معمل في تجارة الملابس تجارة الملابس تجارة الملابس هذه الكلمة ظلت تدور في خاطر وسيطرت على دماغه بقي يفكر فيها وهو نائم وهو في الحمام وهو يأكل وهو يتمشى ويعمل. الفكرة لم تخرج من خاطره لكن المشكلة انه لم يكن يعرف اي شيء عن تجارة الملابس. هل تعلمون ما الذي فعله ليحل هذه المشكلة ببساطة. بدأ يقرأ ويبحث. نعم هذا ما يفعله الناجحون يقرأون ويبحثون. هذا هو السر والمفتاح القراءة. 

المهم بدأ ويبحث عن تجارة الملابس في جميع المصادر التي يجدها باللغة الكورية. في الكتب في المجلات في الجرائد استمر على ذلك الحال لمدة اربع سنوات يخطط ويجمع كل سنت. وبعد اربع سنوات تمكن هو وزوجته من فتح محل صغير لبيع الملابس. وهذا كان في حي في لوس انجلوس وهو حي فقير. ولاول مرة بعد عناء طويل. افتتح تشانغ محله الاول لبيع الملابس. وكان هذا المتجر هو للملابس الكورية الجنوبية التصميم ولكن كان هناك شيء فاجأه واحبطه واشعره بالحزن. وان المحل الذي افتتحه كان مملوك لستة اشخاص اخرين كانوا موجودين في المحل قبله. وللمفارقة الغريبة كلهم كان لديهم مشروع بيع الملابس. وللمفارقة ايضا كلهم فشلوا. لان المحل كان في حي فقير. ورغم ان هذا الخبر لم يكن سهلا على نفسية تشانغ الا انه لم يستسلم ولم يسقط للارض. كان تشانج ذكيا. واستفاد من خبرة اصدقائه الذين فشلوا من قبله فقد عرف كيف يتعامل مع زبنائه وكان دائما يرضيهم بالمنتج المناسب والثمن المناسب وفعلا بدأ تشانغ يجني حوالي مئة دولار كل يوم وكان هذا بعد مرور بضعة اشهر من بداية العمل الغريب هو ان تشانغ كان يتوقع انه في نهاية السنة سيجني ثلاثين الف دولار وما حدث كان غريبا صدمه هو انه استطاع ان يجني مضاعفة مما كان يتوقعه استطاع ان يجني سبع مئة الف دولار اي تقريبا المليون دولار في تلك اللحظة عرف تشانج بانه يمشي على الطريق الصحيح الطريق السليم الطريق الذي سيوصله للنجاح ولن يبعده عن النجاح اي شيء من بواب وعامل محطة بنزين وعامل في مقهى اختار عدم الاستسلام لقسوة الحياة وعدم الخضوع للظروف التي فرضت عليه ما كان يجب فعلا. تحارب تشانغ مع الامواج. وبعد خمس سنوات فقط اصبح مالكا لاحد عشر متجرا في الولايات المتحدة الامريكية واصبحت له علامة تجارية خاصة به. اما اليوم فتشانغ يعمل لديه اكثر من ثمانية وثلاثين الف موظف. اكثر من ذلك. الان لديه حوالي سبعمائة متجر حول العالم. وغزت محلاته امريكا اوروبا اسيا افريقيا اصبح لديه منزل. هل تعلم كم هو ثمنه لا اعتقد انكم ستستطيعون بلع هذا الثمن هو سبعة عشر مليون دولار وموجود في ارقى احياء الولايات المتحدة حي لا يوجد فيه سوى الاثرياء الممثلين المشاهير والنجوم العالميين او بالمناسبة تشانغ رغم انه اصبح مليارديرا الا انه لم يترك زوجته التي كانت معه في السراء والضراء 

" يقول دوتشانغ التجارة ليست كسباقات مئة متر بل هي ماراثون طويل للغاية. ومن يعتقد ان هناك سرا في نجاحي فهو مخطئ. فانا نجحت لسببين لاني كنت مثابرا وصابرا وقادرا على الادخار. والسبب الاخر هو اني مؤمن بان الانسان الصالح يجب ان يسخر جزءا من ما له لمساعدة المحرومين. لان الله هو من منحه القوة على الصمود لمواجهة التحديات والصعاب".

 رغم انه الان اصبح واحد من اهم تجار الملابس في العالم وملياردير عالمي تصل ثروة الى اربعة مليارات دولار الا انه لا يزال يحتفظ بذلك المحل الاول الذي بدأ فيه الموجود في ذلك الحي الفقير في لوس انجلوس ويزوره بين الفينة والاخرى. فذلك المحل يعيد اليه ذكرياته الاولى. ذكريات حين كان فرحا بجني مئة دولار في اليوم.

 هذه من القصص التي تجعلك فعلا انسان مختلف. انسان ترى للحياة من جميع جوانبها وليس من جانب واحد فقط. جانب مظلم الحياة ما زالت مستمرة لا تستسلم ابدا ولا تحبط نفسك ودائما تذكر ان مع العسر يسرا والسلام عليكم.